- وحش الطاقة ..
شعر الكيان ببعض التطور عندما احتل جسد القط
انه جسد مرن رشيق سريع العدةو اكثر ذكاء
انه سيقوده الي منبع الطاقة التي يحتاج اليها
كل تلك المساكن التي كان وسطها تحوي الكثير من الطاقة
ولكنه يتجه نحو منبع رهيب
نحو محطة توليد الطاقة نفسها
وبلغ الكيان المحطة في جسد القط
وبطاقته المتطورة حدد النقطة التي تنبعث منها الطاقة
واتجه اليها
وراح ينهل من الطاقة في شراهة
ينهل بلا حساب
* * *
رقدت (سلوي) الي جوار زوجها في الفراش وغمغمت في تكاسل :
- كان يوما طريفا يا (نور) اليس كذلك ؟
كانت تتوقع منه جوابا مجاملا كالمعتاد الا ان صمته ادهشها فعادت تغمغم وهي تعقد حاجبيها :
- (نور) هل تسمعني ؟
لم تسمع جوابه هذه المرة ايضا فالتفتت اليه قائلة :
- (نور)
ادهشها انه كان مستيقظا يحدق في السقف في شرود فهزته في رفق قائلة:
- (نور) اين ذهب عقلك ؟
افاق من شروده بغتة والتفت اليها قائلا :
- ماذا هناك يا عزيزتي ؟
عقدت حاجبيها في غضب وهي تقول:
- ماذا هناك ؟! انني اتحدث اليك منذ فترة
غمغم معتذرا :
- معذرة يا عزيزتي لم انتبه الي حديثك
اشاحت بوجهها عنه وهي تقول في غضب :
- هذا واضح
ربت علي كتفها في حنان وهو يغمغم :
- معذرة مرة اخري لقد شرد ذهني لحظات
قالت دون ان تلتفت اليه :
- تذكر اننا هنا في اجازة والمفروض اننا قد تركنا كل المشاكل خلفنا
ابتسم مغمغما :
- هذا صحيح
لاذ كلاهما بالصمت لحظات ثم لم يلبث فضولها ان غلبها فالتفتت اليه تساله :
- فيم كنت تفكر ؟
ابتسم وهو يقول :
- في قصة الجرذ والقط
عقدت حاجبيها وهي تقول :
- هل تمزح ؟
هز راسه نفيا وقال في جدية :
- بل انني اراه امرا مثيرا بالفعل يا عزيزتي فكلاهما قد تصرف علي نحو مخالف لطبيعته تماما وهذا يثير حيرتي
غمغمت في لهجة لم تنجح حتي في اقناعها هي :
- ربما هو هواء البحر
اطلق ضحكة خافتة قبل ان يجيب :
- ربما
لم يكد يتم عبارته حتي خبت اضواء الحجرة لحظات ثم استردت ضوءها وعادت تفقده كله وساد الظلام
وهتفت (سلوي ) في جزع :
- يا الهي !! لقد انقطع التيار
ضمها (نور) اليه في حنان وهو يغمغم :
- لقد لاحظت ذلك
هتفت في حنق :
- اقسم ان اقاضي ادارة المدينة في الصباح فكل اعلاناتهم المجسمة ونشراتهم السياحية والهولوجرافية تؤكد ان التيار لاينقطع هنا ابدا
غمغم في هدوء :
- هذا صحيح فهو يتولد من محطة قوي ذرية و
بتر عبارته فجأة وصمت لحظات ثم ازاحها عنه وهب من فراشه فسالته في غضب وهي يرتدي ثيابه علي عجل :
- الي اين ؟
اجابها في حزم :
- الي محطة توليد الكهرباء
هتفت معترضة :
- (نور)!! انك في اجازة
اجابها في لهجة صارمة لاتقبل النقاش :
- انها محطة ذرية يا عزيزتي ومن المفروض الا ينقطع التيار هنا ابدا حتي عام ثلاثة الاف علي الاقل ومادام قد انقطع فهناك امر غير طبيعي يحدث
هتفت في سخط :
- وماشاننا نحن يا (نور)؟
اجابها في حزم وقد انتهي من ارتداء ثيابه :
- لو اضفنا – الي ما حدث – انتحار الجرذ وجنون القط فسنجد اننا امام ظاهرة علمية غامضة يا عزيزتي
واتجه نحوالباب مردفا :
- وهذا عملنا
* * *
امتص الكيان طاقة هائلة
طاقة تكفي لانارة مدينة كبيرة ليوم كامل
اخيرا شعر بالشبع والارتياح
وفي هدوء غادر جسد القط الذي لم يحتمل كل هذا القدر من الطاقة
وانطلق يبحث عن جسد جديد
وعلي بعد امتار عثر علي جسد جديد
جسد اكثر قوة وضخامة من سابقيه
جسد قوي
انه جسد ذئب
ذئب جبلي
وانقض الكيان علي ضحيته الجديدة
وكان القتال اشد عنفا
عقل الذئب يقاتل في شراسة
واستغرق الامر وقتا اطول وجهدا اكثر
وراح الذئب يعوي في ألم ويتلوي حتي استرخي جسده تماما علي رمال الصحراء وتدلي لسانه خارج فمه كما لو انه قد مات
وفي تلك اللحظة بالذات سقط عليه ضوء مصباحين قويين
ونهض الذئب
نهض كمن استعاد شبابه ونشاطه دفعة واحدة
واطلق عواء قويا
ثم انطلق يركض نحو الشاطيء
شاطيء (دهب)
* * *
لم يدر(نور) سر تلك الارتجافة التي سرت في جسده عندما وقع ضوء مصباحي سيارته الصاروخية علي ذلك الذئب
لقد خيل اليه لحظة انه ذئب ميت ثم اذا به ينهض بغتة وينطلق مبتعدا
مشهد اعاد الي ذاكرته ماحدث للقط
ولم يدر لم شعر ببعض الرهبة ازاء ذلك المشهد
المهم انه قد ازاح ذلك الي ركن في جانب عقله وواصل طريقه نحو هدفه
نحو محطة توليد الطاقة
وهناك اوقف سيارته وقفز خارجها وابرز بطاقته لحارس الامن قائلا في صرامة :
- الرائد (نور الدين محمود ) من المخابرات العلمية
تنحي الحارس عن طريقه وهو يتساءل في دهشة و رهبة عن تلك القدرات الخيالية لادارة المخابرات العلمية التي توصلت الي المكان في سرعة مذهلة قبل حتي ان ينتهي مهندس الطاقة من بحث سبب ما حدث
وشاركه دهشته كبير مهندسي المحطة الذي هتف في حيرة وهو يستقبل (نور) :
- المخابرات العلمية ؟! كيف بلغكم الامر بهذه السرعة ؟
اجابه (نور) في هدوء :
- هذا من شاننا المهم ان تخبرني ماذا حدث هنا ؟
هز كبير المهندسين كتفيه ومط شفتيه وهويقول في حيرة :
- لست ادري لقد حدث فقد هائل في الطاقة دون مبرر واضح حتي ان الات المحطة لم تحتمل فاختلت و
قاطعه (نور) :
- ما معني عبارة( دون مبرر واضح) هذه ؟ المفروض انكم تعلمون كل الاسباب المحتملة لحدوث ذلك
هز الرجل راسه نفيا في بطء وهويغمغم :
- خطأ اننا لانعرف سبب ذلك مطلقا
عقد (نور) حاجبيه وهو يغمغم في حيرة :
- ماذا تعني ؟
ابتسم المهندس ابتسامة باهتة وهويقول :
- اننا لانعرف سبب ذلك لانه لايدخل ضمن الاحتمالات الواردة علي الاطلاق
مرة اخري ساله (نور) في حيرة :
- ماذا تعني ؟
تنهد المهندس وقال :
- اسمع ايها الرائد عندما نقيم محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية فاننا ندرس كل الاحتمالات والمخاطر الواردة طيلة عمر المحطة ونعلم كل الوسائل الممكنة لتلافيها ولكن ماحدث ليس واردا علي الاطلاق ولايوجد سبب علمي واحد لحدوثه
كانت العبارة الاخيرة وحدها تكفي لاشعال فتيل فضول (نور) كله ودفع عقله للعمل باقصي سرعة وقوة وحث روح التحدي في اعماقه واستفزها فقال في حزم :
- ماذا وجدتم حتي الان يا سيادة المهندس ؟
اطلق المهندس ضحكة قصيرة بدت شديدة البهتان وغير متناسبة مع الموقف تماما قبل ان يقول :
- قط
هتف (نور) في دهشة :
- ماذا ؟
اجابه الرجل :
- وجدت قطا هذا كل ما وجدناه
كان المهندس يتصور وهو يلقي هذه العبارة ان (نور) سيبتسم علي الاقل او انه سيشعر بعدم الاهتمام الا انه فوجيء به يهتف في توتر بالغ :
- هل وجدتم قطا حقا ؟
اجابه المهندس في دهشة :
- نعم وماذا في هذا ؟
عاد (نور) يساله بنفس التوتر :
- اهو قط اصفر له ذيل كث جميل ؟
غمغم المهندس في حيرة :
- نعم لقد كان كذلك
هتف (نور) في حزم :
- قدني الي حيث وجدتموه هيا
قاده المهندس الي موضع القط الصريع واشار اليه في حيرة :
- هاهوذا
انحني (نور) يفحص القط في اهتمام جعل المهندس يساله في دهشة :
- ماذا هناك ايها الرائد ؟ اهو قطك ؟
اجابه (نور) وهوينهض في بطء :
- كلا ايها المهندس انه اخطر من ذلك
ورفع عينيه الي الصحراء مستطردا في حزم :
- انه خطر غامض يتهددنا جميعا خطر مجهول
* * *
4- شاطيء الخوف ..
استيقظت (نشوي) كعادتها قبيل شروق الشمس واسرعت الي الشرفة لتستمتع بمشهد الشروق الا انها لم تلبث ان توقفت ارتفع حاجباها في دهشة وهي تتطلع الي والدها الذي جلس علي مقعد الشرفة ساهما يحدق في هدف مجهول بشرود تام فاقتربت منه وسالته في مزيج من الحيرة والقلق:
- ماذا بك يا ابي ؟ لماذا استيقظت مبكرا هكذا ؟
رفع عينيه اليها وغمغم في خفوت :
- انني لم انم بعد يا (نشوي)
هتفت في دهشة :
- لم تنم بعد ؟! ماذا ؟ ما الذي يؤرقك ؟
ادهشتها اجابته في شدة عندما قال :
- الجرذ والقط
غمغمت في حيرة :
- اي جرذ واي قط
التفت اليها وهو يقول في جدية :
- الجرذ الذي انتحر والقط الذي استيقظ بعد ان لقي حتفه
هتفت في مزيج من الدهشة والحيرة :
- ولماذا يؤرقك ذلك يا ابي ؟ لقد نسيته انا تماما
شرد ببصره لحظات قبل ان يجيب في خفوت :
- اتعلمين ان القط قد انتحر ايضا في محطة توليد الكهرباء ؟
حدقت في وجهه بدهشة بالغة وهي تجلس علي المقعد المواجه له مغمغمة :
- انتحر؟!
ثم لم تلبث ان هتفت :
- ماذا يحدث هنا ؟
اشار اليها بسبابته وهو يقول في شرود :
- هذا هو السؤال
كانت الشمس تشرق صانعة حولها هالة رائعة من مختلف الالوان ومشهدا مهيبا خلابا الا ان (نشوي) التي استيقظت خصيصا لتري ذلك المشهد لم تنتبه اليه وهي تسال والدها في اهتمام بالغ :
- ما الذي يقلقك بالضبط يا ابي ؟
شرد لحظات ثم مال نحوها قائلا :
- اسمعي يا (نشوي) منذ حداثتي وانا استخدم عقلي دوما لفهم وادراك الامور ويمكنك ان تقولي ان عقلي نفسه قد اعتاد الا يهدا او يستكين لو انه يواجه امرا غامضا اوشيئا يستعصي علي الفهم او يناقض منطقية الامور و الموازين
غمغمت في اهتمام :
- اعلم ذلك
التقط نفسا عميقا ثم تابع :
- وعقلي هذا قد ارتبط ارتباطا وثيقا بعملي في المخابرات العلمية المصرية فصار يهدا ويستكين اذا ما كانت الاحداث التي تمر به متوافقة مع الامور والنظريات والاسس العلمية التي درسها طيلة عمره
عادت تغمغم :
- اعلم هذا ايضا
اضاف في اهتمام :
- اما اذا واجه عقلي امرا ينافي المنطق او ينافي احد النظريات والقواعد العلمية فهو يتوتر ويتقلب ويصاب بحمي عنيفة لاتهدا ابدا حتي تستقر امامه الموازين وتهدا الامور وتعود الي نصابها العلمي والقانوني
تنهدت قبل ان تغمغم :
- تماما
ظهر الارتياح علي ملامحه لتجاوبها معه فاستطرد :
- وعقلي ارتبط ايضا بمبدا عام ابتكره (سير أرثر كونان دويل ) مبتكر شخصية (شيرلوك هولمز )منذ ما يقرب من قرن من الزمان وهذا المبدا يقول ( مهما بدت الامور غريبة ومعقدة ومهما بدت الحقائق عسيرة فانه باستبعاد المستحيل لايبقي امامنا سوي الحقيقة مهما بلغت غرابتها
زفرت (نشوي) في عمق واعتدلت وهي تقول :
- كل هذا عظيم يا ابي ولكن هل لي ان افهم سر تلك المقدمة الطويلة ؟
اعتدل في مقعده وحدق في عينيها مباشرة وهويقول في بطء :
- اننا نواجه خطرا مجهولا يا (نشوي )
عقدت حاجبيها في شدة وهي تهتف :
- خطرا مجهولا ؟! اي خطر هذا يا ابي ؟
هز راسه وزفر في عمق وهو يقول :
- لست ادري بعد
تضاعفت حيرتها وهي تهتف :
- كيف يمكنك ان تقرر ذلك اذن ؟
لوح بكفه وهو يقول في ضيق :
- كل الحقائق تشير الي ذلك السلوك العجيب للجرذ وانتحار القط باغرب وسيلة ممكنة ثم ذلك العجز المفاجيء الضخم في الطاقة كل شيء يشير الي ذلك يا بنيتي
سالته في توتر :
- ومانوع هذا الخطر يا ابي ؟
عاد يهز راسه في احباط ويشرد ببصره مغمغما :
- ليتني اعلم يا بنيتي ليتني اعلم
* * *
اشرقت الشمس تماما وراح المصطافون والسائحون يلهون علي الشاطيء ويتمازحون علي الرمال ووسط الامواج وساد جو مرح كالمعتاد في مثل تلك المصايف الجماعية
وبعيدا
خلف تبة صخرية
راحت عينان شرستان تراقبان المشهد في اهتمام بالغ
عينا ذئب
وفي اعماق الذئب كان الكائن الفضائي يدرس الموقف
هاهي ذي كائنات اكثر تطورا
انها كائنات ترتدي الثياب
لا ريب انها هي التي شيدت تلك المساكن الضخمة اذن
انها كائنات اثر تطورا من ذلك الذئب
صحيح انها اقل تطورا منه بكثير ولكنها ارقي الكائنات علي هذا الكوكب حتي الان
انها كائنات تحمل كيانا ماديا كبيرا
انه ارقي منها بكل تاكيد
انه يملك كيانا ماديا بالغ الصغر والضالة وطاقة لاحدود لها
ولكن اي تلك الكائنات ارقي
هناك كائنات صغيرة واخري اكبر حجما
كائنات ناعمة رقيقة واخري ضخمة خشنة
من الاقوي بينها ياتري؟
فليطبق تلك النظريات المنطقية التي يحتشد بها طاقته علي الكائنات ذات الكيان المادي
الاقوي هو من يحوز اكبر قدر من المادة بالتاكيد
وهو الاكثر خشونة
هذا منطقي
ان طاقته لاتؤمن الا بالمنطقيات
لابد له من ان يتحرر من ذلك الجسد الارضي ليحتل ام تلك الاجسام المادية واكثرها خشونة
وبدا الكيان يستعد لمغادرة جسد الذئب
وراح الذئب يتلوي ويعوي في ألم
الام رهيبة سرت في كل مكان في جسده
وطال الوقت
طال حتي كاد قلب الذئب ان يتوقف
وهنا تكشفت للكائن الفضائي حقيقة مخيفة
انه لايستطيع ان يفارق تلك الاجساد المادية الا اذا فارقت الحياة
لابد ان يفارق الذئب الحياة اذن
ولكن كيف ؟
كيف ؟
وبكل طاقاته وكيانه التفت الي الشاطيء
ومرة اخري اعلنت الحقيقة عن نفسها
لابد ان يموت الذئب
لابد
* * *
وقف (فخري سمعان ) بطل العالم في كمال الاجسام يستعرض عضلاته وقوته علي شاطيء (دهب ) وهو يبتسم في زهو وغرور جعلا (سلوي ) تقلب شفتيها في ازدراء مغمغمة :
- يا له من رجل !! كيف يمكن لبشري ان يتباهي بعضلاته في القرن الحادي والعشرين ؟
ابتسم (رمزي) وهويقول :
- سيظل البعض يتباهون بقوتهم الجسدية حتي يوم القيامة يا (سلوي)
غمغمت (نشوي) :
- اظن ان هذا العصر يحتاج الي ان يتباهي الانسان بقوة عقله لابقوة عضلاته
ردد (نور) في هدوء وشرود :
- الجانبان مطلوبان يا سادة فالعقل يحتاج الي الجسد والعكس بالعكس
اجابه (رمزي) في اهتمام :
- من قال هذا ؟ معظم العلماء والعباقرة كانوا صغار الجسم او يحملون بعض العاهات مثل
قاطعته (نشوي ) في لهفة :
- انت علي حق
التفت اليها مبتسمة فتخضب وجهها بحمرة الخجل واسرعت الي الداخل فالتفت هو الي (نور) قائلا في دهشة :
- ماذا اصابها ؟
غمغم (نور) في تعاطف :
- لا عليك انها مجرد طفلة
رفع (رمزي) حاجبيه وغمغم :
- طفلة ؟! انني لا اراها كذلك يا (نور) لقد صارت ابنتك فتاة ناضجة ومن الضروري ان تستوعب ذلك
ابتسم (نور) وهويغمغم :
- انني احاول ذلك
واتسعت ابتسامته وهو يستطرد :
- من العسير علي في الواقع ان استوعب انني اب لفتاة ناضجة في الحادية والعشرين من عمرها علي حين لم اتجاوز انا العقد الرابع من عمري بعد
ضحكت (سلوي ) وهي تقول :
- كيف تتصور مشاعري انا اذن ؟ انني
قطع عبارتها فجأة صوت صراخ قوي جعل الجميع يقفزون من مقاعدهم ويتطلعون الي مصدره قبل ان تهتف (سلوي) في ذعر :
- يا الهي !! انه ذئب ذئب يهاجم طفلا صغيرا
كان الذئب يقف مزمجرا كاشفا عن انيابه الحادة وهو يتجه نحو طفل في الخامسة بخطوات بطيئة للغاية
وبسرعة اندفع (نور) الي حجرته وانتزع مسدسه الليزري وهو يهتف :
- اتعشم ان اصل قبل ان ينقض الذئب علي الطفل
قفز نحو حاجز الشرفة وصوب مسدسه نحو الذئب الذي استدار اليه في هدوء وراح يتفحصه بعينين ناريتين فقال (نور) في صرامة وهو يصوب اليه مسدسه الليزري :
- ابتعد ايها الوغد لن اسمح لك بايذاء الطفل
تحرك الذئب نحوه في هدوء فاطلق (نور) اشعة مسدسه الليزري نحو صخرة قريبة فتفتت الي قطع صغيرة تناثرت في وجه الذئب الذي كان من المفروض ان يتراجع فزعا الا انه وعلي الرغم من ذلك واصل سيره نحو (نور) في هدوء فهتف هذا الاخير في دهشة :
- عجبا !!
ثم ضاقت حدقتاه والتقي حاجباه وهويغمغم :
- الخطر المجهول
وارتفع صوته علي نحو ادهش الجميع وهو يقول في صرامة :
- هل تسعي انت ايضا للانتحار ؟!
واصل الذئب تقدمه في حزم فاستطرد (نور) :
- لو انك تسعي اليه فانت واهم لن اقتلك ابدا
زمجر الذئب في وحشية وكانما احنقته عبارة (نور) علي حين هتفت (سلوي) في دهشة :
- ماذا تفعل يا (نور) ؟ هل تتحدث مع الذئب ؟
اجابها في صرامة :
- نعم انه يسعي للانتحار يهاجمني لاقتله ولكنني لن افعل سابقي عليه حيا و
وهنا اطلق الذئب زمجرة وحشية مخيفة وانقض علي (نور)
انقض بشراسة مخلوق من غياهب الكون
* * *