-وحدك
طرقت النقيب منى توفيق باب حجرة مدير المخابرات العامة في هدوء و انتظرت حتى سمعته يدعوها لدخول فدفعت الباب و ولجت الى الداخل و هي تقول
-النقيب منى في خدمتك يا سيدي.
ابتسم مدير المخابرات وقال وهو يشير الى مقعد مقابل له
-اجلسي ايتها النقيب.
لم تكد منى تجلس حتى دفع اليها بصورة ملونة و قال
-تاملي في صاحب هذا الوجه جيدا.
التقطت منى الصورة وتاملت في ملامح صاحبها بعناية كانت لرجل في اوائل الثلاثنيات من العمر هادئ الملامح قصير الشعر اسوده يرتدي منظارا طبيا لا يتناسق مع وجهه الع ريض الحليق..
رفعت منى راسها الى مدير المخابرات و سالته
-من هذا الرجل يل سيدي?
اجابهامدير المخابرات
-الاسم محمد محمد العفيفي عالم مصري و خبير في المفعلات الطرية و المطلوب حمايته من محاولة تعد لاختطافه وهو في طريقه لحضور مؤتمر عالمي لطاقة الذرية في المانيا الغربية.
غمغمت منى بدهشة
-حمايته؟؟
ابتسم مدير المخابرات و قال
-اعتقد انك تحتاجين لمزيد من التوضيح يا منى.
ثم نهض من مقعده و شبك يديه خلف ظهره و قال
-محمد عفيفي واحد من اعظم علماء الذرة في العالم اجمع..ولقد اعلن منذ اسبوع واحد عن كشفه لمعادلة جديدة ستقلب النظريات اللتي وضعها علماء الذرة راسا على عقب ولقد قرر ان يشرح نظريته الجديدة بعد ثلاثة ايام من الان وبفضل عميل لنا في اوساط الموساد كشفنا ان هناك خطة تعد لخطفه قبل و صوله الى قاعة المؤتمر امنعه من نشر نظريته.
تمتمت منى بدهشة
-ولكن لماذا ما دام سيعلنها للعالم اجمع؟
هز مدير المخابرات كتفيه و قال
-انها الرغبة بالتفوق مرة اخرى يا منى فحجب المعلومات عن العالم يزيد من خطورتها و فوتها.
حركت منى راسها في حيرة و قالت
-ولكنه يستطيع نشر نظريته بكتاب .
مط مدير المخابرات شفتيه و قال
-انه يرفض ذلك بعد اعلانها في المؤتمر.
هتفت منى بحماس
-يمكننا ان نؤجل سفره اذن حتى اللحظة الاخيرة ثم يذهب الى المؤتمر تحت حراسة مشددةو....
قاطعها مدير المخابرات
-ونكون بذلك قد كشفنا عميلنا في الموساد و اظهرنا خوفنا
ارتبكت منى و قالت
-ماذا علينا ان نفعل اذن؟
ابتسم مدير المخابرات و قال
-سيسافر محمد العفيفي مساء اليوم ال بون في المانيا الغربية حيث يلتقي بباقي العلماء على ان يبدء المؤتمر بعد ذلك بثلاثة ايام.
هتفت منى
-ولكن هذا سيعرضه لمزيد من الخطر يا سيدي
ابتسم مدير المخابرات قائلا
-ينبغي ان نساير البرنامج الموضوع والا كشفنا علمنا بخطة الاختطاف ثم ان مهمتك هى حمايته حتى يبدء المؤتمر
غمغمت منى بدهشة
-مهمتي؟...هل ساذهب وحدي هذه المرة؟
بدت ابتسامة غامضة على شفتي مدير المخابرات وهو يقول
-ليس بالظبط ايتها النقيب..فسنؤمن لك حماية مثالية.
ترددت لحظة ثم سالت
-الن يذهب ادهم؟اعني العقيد ادهم صبري.
ازدادت انتسامة مدير المخابرات غموضا وهو يقول في هدوء
-وحدك ايتها النقيب ..وحدك هذه المرة.
****************************
ني
2 -في مكان ما
لم تستطع منى اخفاء دهشتها وهي تصافح الدكتور محمد العفيفي في مطار القاعرة ملم يكن يبدو من هيئته انه واحد من علماء مصر المعدودين..
كان ضخم الجثة طويل القامة بسيطا للغلية ولقد صافحها ببساطة وقال
-انت اذن لجنة حمايتي.
ضحكت وهي تقول
-اعتقد ذلك.
ابتسم وهو يقول
-حسنا ..سيكون ذلك طريفا.
ابتسمت منى مجاملة و لكنها لم تعلق على عبارته و اخذت تدور بعينيها بارجاء المطار بحثا عن ادهم..
كان هناك شعور قوي يراودها بانه يراقبها من مكان ما..
لم تدر في الواقع ما اذا كان هذا شعورا ام املا و لكنها ظلت تبحث حتى موعد اقلاع الطائرة..
وفي الطائرة نفسها ازداد شعورها قوة حتى انها كادت تقسم ان ادهم يجلس في مكان ما داخل الطائرة و بدا قلقها واضحا حتى ان الدكتور محمد سالها بقلق
-هل الامر خطير الى هذا الحد؟
هزت راسها نفيا بقوة واجبرت نفسها على الابتسام و هى تقول
-على الاطلاق و لكنني كنت اتوقع رؤية شخص ما.
سالها الدكتور محمد في بساطة
-صديق؟
ابتسمت و توردت وجنتاها خجلا وهي تقول نصةت هامس
-بل هو اكثر من ذلك.
عادت تتلفت حولها ثم لم تلبث ان يئست من العثور على وجه ادهم المالوف فاستسلمت لنوم..
استيقظت منى على هزة رقيقة من كف الدكتور محمد ففتحت عينيها ببطء و سمعته يقول بهدوء
-انهم يطلبون ربط الاحزمة يا انستي فسنهبط بعد لحظات في مطار فرانكفورت.
اعتدلت منى وهي تقول
-حمدا لله على السلامة يا الدكتور محمد .
لمتكد تعتدل حتى سقطت من فوق ساقها ورقة مطوية استقرت بين قدميها فانحنت تلتقطها و فتحتها في دهشة..ولم تكد تفعل حتى تحولت دهشتها الى ذهوت..
كانت فوق الورقة كلمات انيقة بخط مالوف تقول
-رجل المخابرات ال يستسلم لنوم وهو يعمل على حماية شخص ما وهو لا يتلفت حوله ايضا فهذا يثير الانتباه ا.ص
هتفت منى في انفعال
-من الذي...؟
بترت عبارتها فجاة حينما التفت اليها ركاب الطائرة في دهشة و تضرج وجهها خجلا وهي تسال الدكتور محمد
في صوت هامس
-من الذي احضر هذه الورقة؟
هز الدكتور محمد كتفيه بدشة و غمغم
-لست ادري لقد استغرقت في النوم قليلا و
قاطعته منى في انفعال
-حسنا ياالدكتور محمد انا وهثقة من انه لم يترك لك فرصة معرفته
سالهل الدكتور محمد في دهشة
-عمن تتحدثين؟
ابتسمت في سعادة وهي تقول
-لن تلبث ان تقابل الشخص الذي اعنيه ياالدكتور محمد ..ويكفي ان تعلم انه يدعى رجل المستحيل وهو يستحق اللقب عن جدارة.
*****************************ني
لم تتوقف منى لحظةواحدة عن مراقبة وجوه ركاب الطائرة وهم يهبطون منها وبدات تتساءل في اعماقها
-من منهم ادهم صبري يا ترى؟..اهو ذلك النكليزي الذي يحمل حقيبة سوداء صغيرة؟ام هو ذلكالفرنسي الوسيم ذو الشعر الاشقر؟
استغرقت في افكارها حتى سمعت الدكتور محمد يقول لضابط الجمارك في صوت مرتفع فخور
-الا تعرفني؟..انا عالم الذرة المصري محمد العفيفي صاحب احدث نظريات الطاقة الذرية و..
شحب وجه منى وضغطت ذراع الدكتور محمد في قوة لتمنعه من مواصلة حديثه فالتفت اليها في دهشةو هتف بحنق
-مذا هناك؟لم تضغطين ذراعي هكذا؟
ارتبكت منى و تعلثمت وهي تقول بالعربية
-ماذا دهاك يا الدكتور محمد ؟انك تعلن عن نفسك بشكل استفزازي محض وهذا يخالف الغرض الذي اتيت انا من اجله.
ابتسم الدكتور محمد في خجل و قال بما يشبه الاعتذار
-معذرة يا انستي لقد تملكني الفخر لحظة.
جذبته من ذراعه و هي تقولحسنا..دعنا نغادر هذا المطار قبل ان تطلب باستقبال خاص.
وعلى بعد امتار قليلة منهما اشار رجل قصير محنى الانف الى حيث يسيران وقال لزميل له فاره الطول
-تاملهما جيدا يا ليفي فالرجل هو ضالتنا
*****************
استقلت منى السيارة الخاصة التي استاجرها جهاز المخابرات المصريو ادارت محركها وهى تقول للدكتور محمد الذى اتخذ مقعده الى جوارها بهدوء
-اعتقد انه من الافضل ان نضع النقط فوق الحروف يا الدكتور محمد
اجابها بهدوء
-انني استمع اليك.
قالت و هي تنطلق بالسيارة
-فليكن واضحا ان مهمتي الاساسية هي حمايتك من محاولة اختطاف..وهذا يعني انه عليك اطاعة ما اطلبه منك دون مناقشةو..
توقفت منى عن اتمام عبارتها حينما لاحظت ان الدكتور محمد يحدق بمراة السيارة باهتمام بالغ فسالته بحنق
-هل سمعت ما اقول يا سيدي؟
انتبه الدكتور محمد فجاة و عدل من وضع منظاره فوق انفه وهو يقول
-معذرة انستي.
ثم اشار الى مراة السيارة وهو يقول
-صحيح انك تملكين ما يفوق خبرتي بحكم انتمائك الى جهاز المخابرات ولكنني اعتقد..
قاطعته بغضب
-ماذا تعتقد؟
شحب وجهها حينما اجابها في هدوء
-اعتقد ان السيارة الحمراء الصغيرة تطاردنا منذ غادرنا المطار.
************************أعجبني
0
-المطاردة
كان الدكتور محمد يتوقع ا ناول ما ستفعله منى هو هن تزيد من سرعة سيارتها و تنطلق محاولة الإفلات من مطارديها و لكنها حافظت على السرعة التي تنطلق بها وهي تنقل بصرها ما بين الطريق و مرآة السيارة فسألها الدكتور محمد في اهتمام
-ألن نحاول الإفلات منهم؟
اجابته بهدوء
ولم؟ انهم لن يهاجمونا في الطريق العام و سينتظرون حتما ان نصل الى الفندق
ابتسم الدكتور محمد في اعجاب و قال
-انت على حق
ازداد اعجاب الدكتور محمد عندما اوقفت منى سيارتها في ساحة ال فندق بهدوء و هبطت منها تاركة خدم الفندق يحملون الحقائب و توجهت الى مظف الاستقبال بالفندق و قالت بهدوء لا ينم عن ادنى اثر لتوتر او الانفعال
-هناك حجرتان محجوزتان باسم الدكتور محمد العفيفي و سكرتيرته
قلب الموظف الدفتر الضخم الموضوع امامه و قال في مزيج من الغطرسة و التهذيب
هذا صحيح جوازي سفركما إذا سمحتما.
ناولته منى جوازي السفر و انتظرت حتى انتهى من تسجيل بتاناتهما ثم تبعت الخادم المسؤل الى مصعد الفندق و منه الى الطابق السادس حيث غرفتهما و لم يكد الخادم يغادر الطابق حتى ذهبت الى الدكتور محمد في حجرته وقالت بهدوء
-والان سنتبادل الغرف يا سيدي
سالها الدكتور محمد في دهشة
-و لماذا؟
اجابته و هي تعقد ساعديها امام صدرها
-لان المختطفين سيحاولون اقتحام حجرتك انت و انا انوي ان اعد لهم مفاجاة
بدت ابتسامة الاعجاب واضحة على وجه الدكتور محمد وهو يقول
- حسنا يا انستي ساطيع الامر
ثم غادر حجرته ال حجرتها دون ان يتبادلا كلمة اخرى زائدة.
**********************************
شعرت منى بفراغ كبير بعد ان غادرها الدكتور محمد الى حجرتها
كانت هذه هي المرة الاولى التي تعمل فيها وحدها من دون ادهم و كان هذا يورثهامزيجا من التوتر و القلق الا ان الخطاب الذي تلقته فيالطائرة قد اثلج صدرها كثيرا فقد باتت واثقة ان ادهم يحوطها بحمايته على نحو او اخر
اخرجت مسدسها الصغير من حقيبتها و اخذت تتاكد من حشوه ثم وضعته الى جوارها و عادت تسال نفسها
-في اي شكل تنكر ادهم هذه المرة؟
تذكرت انها شاهدت ذلك الانجليزي صاحب الحقيبة وكذالك الفرنسي الاشقر في ردهة الفندق..
اصبحت واثقة من ان ادهم متنكر في هيئة احدهما ولكن من؟
استغرقت في محاولة استنتاج شخصية ادهم حتى انتزعها من استغراقها صوت طرقات هادئة على باب الحجرة فاسرعت تلتقط مسدسهاو تقول بتوتر نالالمانية
-من الطارق؟
جاءها صوت الماني هادئ يقول
-خدة الفندق يا سيدتي انها عملية تبديل الفراش
فتحت منى الباب قليلا وهي تخفي مسدسها الصغير خلف ظهرها ةالقت نظرة فاحصة على الرجل
كان رجلا يميل الى القصر وعلى شفتيه ابتسامة هادئة ويرتدي الزي المميز لخدم الفندق ففتحت الباب وهي تقول
-حسنا ولكن اسرع قبل ان يعود الدكتور محمد
و فجاة انقض الرجل عليها وظهر من خلفه رجل فاره الطول يمسك بيده مسدس
كلن وقع المفاجاة شديدا على منى الا انه لم يمنعها من ان ترفع مسدسها الصغير في وجه القصير الذي بادرها بلكمة قوية اطاحة بالمسدس بعيدا ثم كبلها بذراعيه وهي تقاوم بشراسة على حين اندفع الطويل الى حمام الحجرة واقتحمه شاهرا مسدسه ثم لم يلب ثان عاد صائحا بغضب
-لا اثر لرجل يا كاهان.
شدد كاهان القصير من ضغط ذراعه على عنق منى و قال بشراسه
-اين ذهب العالم المصري ا يتها فتاة ؟
-قالت منى بصرامة
-يالك من وقح هل تتوقع ان اخبرك؟
صفعها الطويل فجاة صفعة قوية وقال وهو يجذب شعرها بقوة وحشية
-لن تجدي لدى احدنا رغبة في الدعابة ايتها المصرية اللعينة
ثم استل من طيات ثيابه خنجرا اقترب بنصله الحاد من عينها وهو يقول في غضب هادر
-هل تصورة نفسك يوما بعين واحدة؟
ارتعبت منى من فكرة فقء عينها و لكنها تماسكت في شجاعة وهي تقول
-ان فقد عين لافضل من خسارة مهمة هذا ما تعلمته من زميل لي.
ظهر الغضب قويا في وجه الرجل فرفع خنجره وهو يقول
-ايتها اللعينة.
ثم هوى بقبضته الممسكة بالخنجر على عين منى ولكن النصل الحاد لم ينغرز قط في عينها فقد توقفت قبضة الرجل في منتصف الطريق عندما امسكت بها قبضة بصلابة الفولاذ..وشحب وجه كاهان وتراخت قبضته من حول عنق منى على حين هتفت هي بسعادة
-ادهم؟؟
*******************************************أعجبني
0
4- الليث
لم تشعر منى بحياتها بسعادة لرؤية ادهم كما شعرت في هذه اللحظة.. لقد بدى لها ادهم كالليثينقض في جسارة على ضبعين خائفين..
لقد قبضة قبضة ادهم على معصم ليفي كالفةلاذ واجبره على الاستدارة نحوه ثم هوى على فكه بلكمة كالقنبلة دارت لها عينا ليفي في محجريهما قبل ان يهوي كلوح من الخشب اليابس وترك كاهان عنق منى و تراجع في ذعر وهو يلوح بكفيه امام وجهه قائلا في ضراعة
-لم اكن اعلم يا مستر ادهم صدقني.
جذبه ادهم من سترته في قوة وهو يقول في سخرية
-ما الذي لم تكن تعلمه ايها الوغد؟
ارتجف كاهان وهو يقول
-لم اكن اعلم انها زميلتك اقسم لك
قلب ادهم شفته السفلى بامتعاض..كان يكره دائما رؤية الجبناء..وفي حركة عنيفة دفع كاهانالى ما فوق الفراش وصوب اليه مسدسه قائلا بهدوء يختلط بالسخرية
-عليك ان تقدم اعتذارا اذن ايها الوغد و ال اعتذار الذي اريده هو اسم المسؤل الاول عن عملية الاختطاف هذه و عنوانه.
هتفت منى في سعادة
-ادهم كم تسعدني رؤيتك
ابتسم في وجهها بهدوء و قال
-هذا شعوري ايضا يا عزيزتي.
ثم عاد يلتفت الى كاهان قائلا في صرامة
-ما اسم المسئول ايها الوغد؟
و فجاة ارتفع من خلفه صوت هادئ تشوبه رنة السخرية يقول
-شامير يا هر ادهم اذا كنت تصر.
استدار ادهم ومنى الى مصدر الصوت في حدة فوقع بصرهما على وجه رجل قصير نحيل له جبهة بارزة وذقن مذببة يمسك في يده مسدسا قويا يصوبه اليهما في احكام فابتسم ادهم في سخرية وقال وهو يعقد ساعديه امام صدره على نحو يوحي بالامبالاة
-اهو انت يا عزيزي شامير هل تخليت اخيرا عن اسم هانز فريشمان.
ابتسم شامير ابتسامة مقيتة وقال وهو يلوح كفه في غطرسة
-لقد كان مجرد اسم مؤقت يا هر ادهم.
قفز كاهان من فوق الفراش و اسرع الى حيث يقف زعيمه قائلا
-كنت احاول خداعه ايها الزعيم و...
قاطعه ادهم بضحكة عالية ساخرة و قال
-نعم ايها الوغد.. كنت تحاول خداعي بتقبيل اطراف اصابع قدمي.
احتقن وجه كاهان و زمجر في غضب على حين تجاهله شامير تماما وهو يسال ادهم في هدوء
-اين الدكتور محمد العفيفي يا هر ادهم؟
ابتسم ادهم بتهكم و قال
-يا للمبادرة ..هل تنوي اللعب باوراق مكشوفة ايها الوغد؟
تجاهل شامير عبارة ادهم الساخرة و قال
-اعتقد ان هذا افضل يا هر ادهم فغرض احدنا لا يخفى عن الاخر.
ابتسم ادهم ابتسامة تقطر سخرية و قال في هدوء
-وهل تعتقد ان هذا يبرر ما تطلبه من معرفة مكان الدكتور محمد؟
ساد الصمت لحظة ثم اشار شامير الى مقعد قريب و كانه يدعو ادهم ومنى الى مشاركته مائدة المفاوضات فهز ادهم راسه نفيا وقال بسخرية
-معذرة ايها الوغد لست من هوات المفاوضات.
عض شامير على شفتيه غيظا و بذل مجهودا خارقا ليقول بهدوء
- حسنا يا هر ادهم سابدل اسلوب الحديث.
ثم عقد حاجبيه و استطرد في صرامة
- -ستخبرني اين الدكتور محمد او اطلق النار على راسك مباشرة.
جاءت اجابة ادهم على شكل ضحكة ساخرة عالية قال بعدها
-يا الهي اني ارتعد خوفا.
صرخ شامير في غضب
-اين هو يا هر ادهم؟
بلغت دهشة منى ذروتها عندما عقد ادهم ساعديه امام صدره و قال في هدوء شديد
-في الحجرة الاخرى
وقفزت دهشتها الى ما فوق الذروة حينما هتف شامير في غضب
-هذا غير صحيح ..لقد وضعت احتمال تبديل الحجرات و اقتحمت الحجرة الثانية بالفعل ولكنني لم اجد احد.
هتفت منى بذهول
-هذا مستحيل لقد..
اوقفها ادهم باشارة من يده و قال في هدوء
-لقد نقلته الى حجرتي
عاد شامير يساله بغضب
-واين حجرتك يا سيد ادهم؟
لم يجب ادهم عن السؤال بل تالقت عيناه ببريق عجيب وهو ينظر الى نقطة خلف شامير مما اثار قلق هذا الاخير فالتفت في حركة حادة هو و كاهان الى حيث ينظر ادهم وهنا قفز الليث..
كانت خدعة قديمة و لكنها نجحت ايضا هذه المرة..لا حاجة ان نقول انه لم يكن هناك شئ قط
ولكن شامير و كاهان لم ينتبها الى ذلك الا بعد ان حطمت قبضة ادهم فك الاول و هشمت انف الثاني..مع رجل مثل ادهم صبري لم يستغرق القتال سوى ثانية واحدة سقط بعدها شامير و كاهان في غيبوبة طويلة..
انحنى ادهم في هدوء و التقط مسدس شامير و دسه في جيب سترته وهو يقول بسخرية
-الا توافقيني يا عزيزتي ان صديقنا الوغد القديم شامير يثرثر كثيرا دون مبرر؟هتفت منى في حنق
- ادهم صبري ..هناك ألف سؤال في راسي اريد توجيهها اليك.
نظر ادهم الى ساعته وقال مداعبا
-لا اعتقد ان وقتي يسمح بالاجابة عنها كلها.
قالت منى في حنق
-لا داعي للاجابة عن السؤال ما دمت ستلجا الى السخرية ..دعني انتقل الى السؤال الثان..اين ذهبت بالدكتور محمد العفيفي؟
ابتسم في هدوء و قال
-صدقني انه لم يذهب بعيدا.
لوحت بكفها في ضجر و قالت في غضب
-تبا لهذه السرية التي اصبحت تحتل من عروقك محل الدم هل لك ان تخبرني اذن في اية شخصة تتنكر؟
هتف في مرح
-الم تكشفي ذلك بعد؟
صاحت منى وقد بلغ غضبها مبلغه
-اسمع يا ادهم ..على الرغم من فارق الرتب بيننا الا انني لن اسمح لك بالسخرية مني بعد هذه اللحظة ولن..
بترت عبارتها فجاة ..عندما لاح لها غضب هائل في عيني ادهم فتراجعت في ذعر ولكن ادهم اندفع نحوها فجاة و دفعها في قسوة صائحا
-ابتعدي من هنا.
وكانت عيناه تبرقان في هذه اللحظة بغضب ليث.