[size=32]38 لعبة المحترفين[/size]
· ماقواعد الجاسوسية والصراع بين اجهزة المخابرات المختلفة ؟
· لماذا اختار (ادهم صبري) (المانيا) لقتال (الموساد) هذه المرة ؟
· تري .....لمن يكون النصر في هذه الجولة من (لعبة المحترفين )؟
· اقرا التفاصيل المثيرة لتري كيف يعمل (رجل المستحيل
رجل المستحيل
(ادهم صبري).. رجل مخابرات مصري في الخامسة والثلاثين من عمره يرمز اليه بالرمز(ن-1) ... حرف (النون) يعني انه فئة نادرة اما الرقم (واحد) فيعني انه الاول من نوعه هذا لان (ادهم صبري) رجل من نوع خاص ... فهو يجيد استخدام جميع انواع الاسلحة من المسدس الي قاذفة القنابل وكل فنون القتال من المصارعة وحتي التايكوندو... هذا بالاضافة الي اجادته التامة لست لغات حية وبراعته الفائقة في استخدام ادوات التنكر والمكياج وقيادة السيارات والطائرات وحتي الغواصات الي جانب مهارات اخري متعددة لقد اجمع الكل علي انه من المستحيل ان يجيد رجل واحد في سن
(ادهم صبري) كل هذه المهارات .... ولكن (ادهم صبري حقق هذا
المستحيل ، واستحق عن جدارة ذلك اللقب الذي اطلقته عليه ادارة
المخابرات العامة لقب(رجل مستحيل)
1- رقعة الشطرنج .. غربت شمس القاهرة علي مبني المخابرات العامة المصرية في نفس اللحظة التي عبرت فيها سيارة (ادهم) بوابته وترجل هو منها في رشاقة وهدوء كعادته واشار الي حارس البوابة الذي حياه وطلب منه ابراز بطاقة الامن كالمعتاد برغم معرفته التامة لشخص (ادهم) الا ان (ادهم) ناوله بطاقته في بساطة من اعتاد ذلك فهو يعلم ان اجراءات الامن لاتعترف الا بالوجوه التي يسهل تزييفها و(ادهم) نفسه استاذ في هذا المجال وعندما اعاد اليه الحارس بطاقته ساله (ادهم) :
هل السيد المدير في مكتبه ؟
اجابه الحارس في احترام :
انه ينتظرك يا سيادة العقيد
تجاهل (ادهم) المصعد كعادته وارتقي درجات السلم في رشاقة وثبات حتي الطابق الثالث وهو يلقي التحية علي من يقابلع من رجال المخابرات حتي وصل الي مكتب مدير المخابرات العامة فطرق الباب وانتظر لحظة حتي جاءه صوته يدعوه الي الدخول فدخل واغلق الباب خلفه وهويقول :
- العقيد (ادهم صبري) في خدمتك يا سيدي
كان مدير المخابرات منهمكا في فحص رقعة شطرنج اصطفت فوقها قطع اللعب ورفع راسه الي (ادهم) قائلا في لهجة تنم عن التفكير العميق :
- اقترب يا (ن-1) ... كيف حالك ؟
جلس (ادهم) علي المقعد المقابل لرقعة الشطرنج وقال باسما :
- في خير حال يا سيدي
ثم اشار الي الرقعة قائلا :
- هل تهوي هذه اللعبة يا سيدي؟
ابتسم مدير المخابرات ابتسامة باهتة وقال :
- انها لعبة رائعة يمارسها كل من يهوي العاب الذكاء يا (ن-1)
ابتسم (ادهم) وهو يقول :
- اعتقد ان عملنا ما هو الا رقعة شطرنج تتميز بمزيد من الخطورة والحذر يا سيدي
بدا التفكير العميق علي وجه مدير المخابرات وهو يقول :
- هذا صحيح الي حد كبير يا (ن-1)
ثم نهض من مقعده وتامل الرقعة واقفا بضع لحظات ثم قال :
- هل تعلم شيئا عن مباراة الشطرنج المقامة في مدينة (هامبورج) يا (ن-1) ؟
اوما (ادهم) براسه ايجابا وقال :
- انها مباراة عالمية للهواة من جميع انحاء العالم يا سيدي واعتقد ان مصر تشترك باربعة لاعبين
اشار اليه مدير المخابرات قائلا بلهجة عجيبة :
- هذه هي المهمة التي استدعيتك من اجلها يا (ن-1)
نظر (ادهم )الي مدير المخابرات في دهشة ثم ابتسم وهو يقول :
- ايحتاج لاعبونا الي حماية من خطر ما؟ ام ان المخابرات المصرية تنوي ضمي الي الفريق ؟
قال مدير المخابرات في ضيق :
- لا هذا ولاذاك يا (ن-1) اننا سنشترك في مباراة بالفعل ولكنها مباراة شطرنج من نوع اخر تحمل قطعها الاسلحة النارية وتطلق النار دون الالتزام بقواعد اللعبة
بدا الاهتمام علي وجه (ادهم) وهويقول :
- اهي جولة جديدة مع( الموساد )يا سيدي ؟
رفع مدير المخابرات سبابته وقال :
- تماما يا (ن-1)
ثم اردف وهو يعقد كفيه خلف ظهره :
- ان ضباط (الموساد) يحاولون نسج خيوطهم حول لاعبينا الاربعة ولقد حاولوا بالامس تجنيد احدهم ويدعي (شريف صالح ) للتجسس لصالحهم
ضاقت عينا (ادهم) وهو يقول :
- وهل نجحوا ؟
ابتسم مدير المخابرات وهو يقول في لهجة اقرب الي الفخر :
- ان مصر وابنائها بخير يا (ن-1)
ثم تابع قائلا :
- لقد تظاهر (شريف ) بالموافقة وتمادي في تمثيل دوره حتي انه طلب منهم راتبا شهريا يبلغ الفي دولار ولقد وافقوا بالطبع ولم يكدا الفتي يغادرهم حتي دخل الي اول هاتف عمومي وطلب السفارة المصرية واخبرهم بالامر في ايجاز وطلب منهم سرعة التصرف ثم انهي المكالمة في سرعة خشية ان يكون مراقبا
ابتسم (ادهم) في سعادة :
- انه شاب شجاع
اوما مدير المخابرات براسه موافقا :
- انه عبقري لذا فقد اختار الطريق الصحيح ولكنه لايملك الخبرة الكافية لخداع (الموساد)
ابتسم (ادهم ) في سخرية وقال :
- انهم اغبياء يا سيدي
ظهر الضيق علي وجه مدير المخابرات وهو يقول :
- هذا القول ينقص من قدرنا لاقدرهم يا (ن-1) فلو انهم اغبياء كما تقول ما كان لانتصارنا عليهم طعم انهم عباقرة في مجالهم وكذلك نحن لذا المعركة بيننا تشبه مايحدث فوق رقعة الشطرنج بين بطلين عالميين
نهض (ادهم) وهويقول :
- مالمطلوب مني بالضبط ياسيدي ؟
ابتسم مدير المخابرات وهو يقول :
- ستخوض لعبة الشطرنج علي طريقتنا ايها العقيد ستسافر فورا انت وزميلك الي (هامبورج) وستعاون (شريف) علي اقناع رجال (الموساد) بصلاحيته للعمل معهم وستتولي تدريبه علي خداعهم باختصار ستصنع منه جاسوسا مزدوجا لايشق له غبار
قال (ادهم) في هدوء :
- انه امر بالغ الخطورة يا سيدي فاي خطوة فاشلة تعني نهاية (شريف صالح ) خاصة وان كل رجل مخابرات في (الموساد) يحفظ ملامحي عن ظهر قلب
بدت ابتسامة مدير المخابرات عجيبة وهويقول في هدوء :
- لقد تعمدنا ذلك يا (ن-1 ) واصارحك القول انني لم التفت الي مقدار الخطورة فانا اعلم انني اسند الامر لمن يدعي (رجل المستحيل )
* * *
2- جاسوس بالفطرة ..
شعرت (مني توفيق ) بالملل بعد ان انقضت ساعات ثلاث وهي تراقب اللاعبين الذين ينقلون قطع الشطرنج في بطء وروية فاستدرات الي (ادهم) وفتحت فمها لتتكلم ولكن عينيها توقفتا علي ملامحه الجديدة التي صنعها تنكره البارع كان قد حول عينيه السوداوين الي لون ازرق كالسماء الصافية واضاف الي وجهه الوسيم بعض التجاعيد القليلة اسفل عينيه وحول فمه وانفه وشاربا كثا تحت انفه يكاد يغطي فمه واعاد شعره الي الوراء وصبغ فوديه باللون الابيض واشتركت حلته الانيقة باهظة الثمن في منحه مظهر رجل الاعمال الثري الذي تجاوز الاربعين ببضع سنوات
والذي حضر بصحبة سكرتيرته الشقراء الحسناء لمشاهدة مباراة الشطرنج في (هامبورج )
وبرغم هذا التنكر البسيط الا ان ملامح (ادهم) تغيرت تماما ولاحظت (مني ) هذا التغير وهي تتامله في اعجاب ثم همست :
-هل تعلم انك ستبدو اكثر وسامة حينما يتقدم بك العمر يا (ادهم)؟
ابتسم (ادهم) ابتسامة شاحبة وقال وهو يوميء براسه الي رجل طويل القامة رياضي القوام يجلس علي بعد امتار قليلة منهما :
- ها هو ذا خصمنا في لعبة الشطرنج الكبري يا (مني )
استدارت عينا (مني ) الي الرجل الاصلع ذو الانف المائل علي حين تابع (ادهم) قائلا :
- انه يدعي (ايزاك ) ضابط مخابرات في (الموساد) وهو يقيم في (المانيا الغربية ) بصفة دائمة ويدير ملهي ليلي يمتلكه (الموساد) من اجل الايقاع بالعرب الذين يقيمون هنا او ياتون للدراسة او العمل ومهمته هي محاولة تجنيد اي منهم لصالح دولته
ابتسمت (مني ) وهي تقول :
- يبدو انك تعلم كل شيء عنه
هز (ادهم) كتفيه ومط شفتيه وهو يقول :
- ان له ملف ضخما في ارشيف مخابرتنا يا (مني)
عادت (مني ) تتامل اللاعبين ولكن الملل لم يلبث ام سيطر عليها مرة اخري فالتفتت الي (ادهم) وسالته :
- كيف ستقابل (شريف ) امام (ايزاك ) ؟
ضحك (ادهم) ضحكة قصيرة وقال في لهجة تنم عن الاستهتار والثقة :
- لاعليك يا عزيزتي سيتم كل شيء طبقا لقواعد اللعبة
سالته في دهشة :
- اية لعبة ؟
اجاب وابتسامته تزداد اتساعا :
- لعبة الشطرنج وشطرنج المخابرات يا عزيزتي
* * *
احاط عدد من الرواد ب(شريف ) وهو يبتسم في سعادة ووقار بعد ان نجح في الفوز علي خصمه الفرنسي وصعد الي الدور قبل النهائي وسرعان ما تخلص مما حوله وتحرك نحو الغرفة الخاصة التي اعدتها له ادارة المخابرات حينما استوقفه (ادهم) ومد يده يصافحه قائلا في لهجة رصينة وباللغة العربية :
- اهنئك يا سيد (شريف) لقد كنت رائعا في مبارتك الاخيرة
تاملت (مني )( شريف) كان شابا في الثالثة والعشرين من عمره نحيل الوجه والجسد طويل القامة له شعر مجعد كثيق وانف طويل ويرتدي منظارا طبيا انيقا ولقد بدا هادئا متماسكا وهو يصافح (ادهم) قائلا في ابتسامة انيقة :
- لقد حضرت خصيصا من اجلك ياسيد (شريف)
لم يبد علي وجه (شريف) انه قد فهم شيئا من عبارة (ادهم) ولكنه ابتسم وهو يقول :
- اشكرك يا سيد .....؟
قدم (ادهم) نفسه قائلا :
- (احمد صادق) مهندس ورجل اعمال مصري
وفي نفس اللحظة سمع الجميع صوتا ناعما يقول باللهجة المصرية السليمة :
- دعني اصافحك يا عزيزي (شريف) لقد اسعدني فوزك للغاية
وتوقعت (مني ) ان يصافحه (شريف) الا انه دس كفيه في جيبي سرواله وقال في هدوء دون ان تفارقه ابتسامته :
- اشكرك يا سيد (ايز..) اقصد يا هر (فريدريش )
ثم اشار الي (ادهم) قائلا :
- اقدم لك المهندس (احمد صادق ) من مصر لقد حضر خصيصا لمشاهدة المباراة
تالق بريق عجيب في عيني (ايزاك )وهو يتفرس في (ادهم )
بنظرة فاحصة وتجهمت ملامحه لحظة ثم لم تلبث ان لانت وهو يمد يده لمصافحة (ادهم)قائلا :
- كم تسعدني مقابلتك يا سيد (احمد) فانا اتوق لمقابلة مصري
ساله (ادهم) في هدوء :
- انت تتحدث اللهجة المصرية بطلاقة تثير الدهشة يا هر (فريدريش) اانت مصري ؟
ابتسم (ايزاك ) قائلا :
- انا نصف مصري يا سيد (احمد) ولقد ولدت في مصر واقام والداي هناك حتي بلغت الثانية عشرة من عمري اما اسم (فريدريش )هذا فهو مكتسب بعد اقامتي الطويلة في (هامبورج)
ثم عاد يتفرس في ملامح (ادهم) لحظة قبل ان يردف :
- وسنلتقي كثيرا قبل مغادرتك (هامبورج) يا سيد (احمد)
صافحه (ادهم) و(مني) مرة ثانية ثم انصرفا في هدوء علي حين بقي (ايزاك) يتحدث مع (شريف) في هدوء ولم يكد(ادهم) و(مني) يبتعدان حتي ابتسم (ادهم) وقال في لهجة تنم عن اعجابه الشديد :
- هذا الشاب عبقري يا (مني ) انه موهوب
تطلعت اليه (مني ) في دهشة وقالت :
- كيف امكنك ان تحكم عليه يا (ادهم)؟ انك لم تلتق به سوي لحظات ؟
اطلق (ادهم) ضحة ساخرة قصيرة وقال في لهجة مرحة :
- لقد حدث الكثير في هذه اللحظات يا عزيزتي لقد حركنا اول قطع الشطرنج تحت انف (ايزاك ) وبصره الم اقل لك ان (شريف) هذا جاسوس بالفطرة ؟
* * *
3- رياح الشك ..
كان مدير المخابرات المصرية منهمكا في مطالعة بعض التقارير الهامة عندما دلف الي مكتبه رئيس قسم الشفرة وقدم اليه ورقة كبيرة وهويقول في احترام :
- لقد وردت هذه البرقية منذ نصف ساعة من (هامبورج) يا سيدي
اختطف مدير المخابرات البرقية الكبيرة وهو يهتف :
- من نصف ساعة ؟!.... ولم لم تات الي مكتبي علي الفور ؟
اجابه الرجل في هدوء:
- لقد ارسلها العقيد (ادهم صبري) مستخدما اعقد شفراتنا السرية يا سيدي ولقد استغرق الامر وقتا طويلا لحل رموزها واعادة كتابتها
لم يلق مديرالمخابرات بالا الي اعتذار رئيس قسم الشفرة اذ كانت حواسه كلها قد انهمكت في قراءة البرقية ولم يلبث وجهه ان اكتسي بالقلق وهو يقول :
- ياالهي !! انها تفجر الشكوك في نفسي علي نحو اضخم
ساله رئيس قسم الشفرة في دهشة :
- ولم يا سيدي ؟! ان العقيد (ادهم) يقول ان ذلك الشاب متجاوب للغاية
صاح مدير المخابرات هويهب من خلف مكتبه :
- هذا اكثر مايثير الدهشة اقرا البرقية مرة اخري بتمعن وستفهم ما اعنيه لابد من تحذير (ادهم) لابد
فغرت (مني توفيق) فاها وهي تتطلع الي (ادهم) في دهشة و تساله :
- هل فعل (شريف) كل هذا؟! انه موهوب حقا
اطلق (ادهم) ضحكة مرحة وقال :
- نعم يا عزيزتي لقد دسست في يده ورقة صغيرة بها عنواننا حينما صافحته ولقد تلقاها هو في راحته دون ان تبدو علي ملامحه اية تغيرات وظل يتحدث في هدوء حتي عندما اراد(ايزاك ) ان يصافحه دس الورقة في جيب سرواله في بساطة انه يجيد قواعد
اللعبة كالمحترفين
زوت (مني ) حاجبيها الرفيعين وقالت :
- الايبدو هذا مثيرا للشك ؟
صمت (ادهم) لحظة ثم قال :
- ربما بدا كذلك يا عزيزتي ولكنني اثق في (شريف) هذا
سالته في لهجة خرجت – علي الرغم منها – محتدة :
- اتثق فية هكذا ؟!...... دون دليل واحد ؟!
دس (ادهم) كفيه في جيبي سرواله ورفع راسه الي اعلي صامتا بضع لحظات ثم عاد ينظر اليها قائلا :
- انها لعبة الشطرنج يا عزيزتي لقد وصل (شريف) الي هنا منذ ثلاثة ايام فقط وقام (ايزاك ) بتجنيده منذ يوم واحد وعلي الفور قام (شريف) بابلاغ السفارة المصرية وطبقا لقواعد الشطرنج يضعنا هذا امام احتمالات ثلاثة
صمت لحظة ثم استطرد :
- اما ان يكون (ايزاك ) قد نجح في تجنيد (شريف) ودفعه الي تمثيل هذه المحاولة للاتصال بالمخابرات المصرية بهدف ان يصبح عميلا مزدوجا وان يكون (شريف) صادقا في كل كلمة نطق بها
عاد (ادهم) الي صمته بضع لحظات ثم اردف :
- والاحتمال الثالث هو ان يكون (شريف) عميل سابق (للموساد) تم تجنيده منذ زمن طويل ودرب تدريبا رائعا حتي يمكنه القيام بهذا الدور المعقد
سالته (مني ) في حدة :
- وايهما اقرب الي تصورك ؟
اجابها دون ان يزايله هدوءه :
- انني ارفض الاحتمال الاول يا (مني ) فلايمكن اقناع رجل تم تجنيده منذ يوم واحد بكل هذا القدر من المخاطرة خاصة وانه يخاطر بحياته كما انه حينئذ لن يكون قد اكتسب كل هذه المهارة والاحتمال الثالث يبدو بعيدا عن التصور فهو يعني ان مخابرتنا كانت في غفلة طوال الوقت ولكنه مقبول ايضا
عاد (ادهم) الي صمته وقتا اطول وبدا وكانه يحاول اتخاذ قرارما ولكن اساريره لم تلبث ان لانت وهو يقول في هدوء :
- ولكن لم نتعجل يا عزيزتي ؟
وقبل ان يتم عبارته ارتفعت دقات منتظمة علي باب الغرفة فتوجه نحوه وهو يبتسم في هدوء قائلا :
- لقد وصل (شريف) يا عزيزتي في موعده تماما وحانت لحظة نقل القطعة الثانية في رقعة الشطرنج
* * *
تناول (شريف) كوب الشاي من يد ( مني ) بطريقة تنم عن حسن الذوق ورشف منه رشفة ثم غمغم مبتسما :
- ياله من احساس رائع ان يتناول الانسان كوبا من الشاي معدا بالطريقة المصرية في قلب (المانيا )
سالته (مني ) فجاة :
- كيف وصلت الي هنا ؟
ابتسم (شريف ) في هدوء وهو يقول :
- بالطريق المباشر يا سيدتي لقد ركبت سيارة وطلبت من السائق ان يصل بي الي هنا
ظهر الغضب في وجه (مني ) وهي تقول :
- اي انك خرقت كل وسائل الامن المعروفة كان ينبغي ان تراوغ طويلا قبل ان تصل الي هنا ماذا لو ان احدهم يتبعك ؟
نظر اليها (شريف) في حيرة ورفع عينيه الي (ادهم) متسائلا فابتسم (ادهم) وقال في هدوء :
- لاتدع الحيرة تتملكك الي هذا الحد يا صديقي ان (مني) اكاديمية الي حد كبير
صاحت (مني) في حدة :
- ماذا تقول يا(ادهم) ؟
التفت اليها (ادهم) وقال في هدوء :
- انا الذي طلبت منه ان يتبع هذا الاسلوب يا (مني ) فالمراوغة ستشير الي انه يعلم كونه متبوعا وانه يهرب من هذه المتابعة انها لعبة المحترفين يا عزيزتي
قالت في ضيق :
- وكيف يبرر حضوره الي هنا ؟
اسرع (شريف) يجيبها :
- دعوة لتناول العشاء يا سيدتي انها خطوة مباشرة تجعل الخصم يتردد طويلا هذا هو الاسلوب الذي ربحت به مباراة الشطرنج هذا الصباح
سقطت (مني ) علي اقرب مقعد واشاحت بوجهها وهي تقول في ضيق :
- لست افهم شيئا في لعبة الشطرنج هذه
ابتسم (ادهم) في سخرية علي حين ظلت ملامح (شريف) تعبر عن حيرته البالغة الي ان قال (ادهم) :
- والان يا عزيزي (شريف) دعنا من كل هذه المناظرات الكلامية ولنبدا معا الدرس الاول في لعبة المحترفين
اضطجع (ايزاك ) في مقعده يتامل الرجل الواقف امامه وقد عقد اصابع كفيه امام وجهه وظل صامتا لحظات ثم ساله :
- اذن فقد ذهب الي هناك مباشرة ولم يراوغك مطلقا
يا (هيرمان )؟
هز (هيرمان) راسه نفيا وقال :
- مطلقا يا سيد(ايزاك ) لقد كان يتصرف بعفوية مدهشة
قطب (ايزاك ) جبينه وقال :
- هذا مايثير في نفسي الشكوك يا (هيرمان ) فليس هكذا يتصرف شاب يعلم انه يخون بلاده
ثم نهض من مقعده وتحرك داخل الغرفة في قلق قبل ان يردف :
- لقد راقبته وهو يلعب مباراته الاخيرة هذا الصباح لقد كان هادئا متماسكا الي حد يثير الدهشة انه يثير في نفسي شكوكا رهيبة فهو اما ان يكون موهوبا في مجال التجسس علي نحو يجعل منه اعظم جاسوس في القرن العشرين او انه عميل للمخابرات المصرية
عقد (هيرمان ) حاجبيه مفكرا ثم قال :
- لقد سعيت انت اليه يا سيدي ولم يسع هو اليك وهذا لايتفق مع كونه عميلا للمخابرات المصرية
غمغم (ايزاك) في لهجة تنم عن تزايد شكوكه :
- من يدري يا (هيرمان )؟ من يدري ؟
لم يكد (ايزاك ) ينتهي من عبارته حتي ارتفع رنين الهاتف فالتقط سماعته في سرعة ووضعها علي اذنه قائلا :
- هنا هر (فريدريش) من المتحدث ؟
اجابه صوت (شريف) يقول :
- انه انا يا سيد (ايزاك ) (شريف صالح ) انني احمل اليك مفاجاة مذهلة هل تعلم من هو السيد (احمد صادق ) ؟ انه ضابط مخابرات مصري يدعي (ادهم صبري)!!
حمل الروايه كامله * * *