ﻳــﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻳﻄﺎﻟﻲ ﺩﻋﺎ ﻓﻨﺎﻧﺎ ً ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺎ ﺷﻬﻴﺮﺍ ﻭ
ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺗﻴﻦ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ ﻭ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺘﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ..
ﺍﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﻩ ﻣﻼﻙ ﻭ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺻﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﻟﺮﺻﺪ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﻪ ... ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ
ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﻳﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭ
.. ﻭﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻞ ﺑﺮﻱﺀ ﻭﺟﻤﻴﻞ ﺗﻄﻞ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ
ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮ ﻭﺗﻐﺮﻕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ
ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﺟﺎﻫﺰﺍ ﻭ ﻣﺒﻬﺮﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ... ﻭ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﺭﻭﻉ ﻟﻮﺣﺔ ﺑﺤﻖ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ
ﻭ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻳﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﺟﻪ
ﺻﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
.. ﺑﺤﺚ ﻛﺜﻴﺮﺍً ..ﻭ ﻃﺎﻝ ﺑﺤﺜﻪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ..ﻭ
ﺧﺸﻲ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﺘﺤﻔﻪ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻛﺒﺮﻯ ﺳﺘﻤﻨﺢ ﻷﻛﺜﺮ
ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻟﻠﺮﻋﺐ
ﻭ ﻗﺪ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﺤﺎﻧﺎﺕ .ﻭ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ
ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ً ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺸﺮﺍ ًﻭ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ..
ﻭ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﻩ ﻋﺜﺮ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻓﺠﺄﺓ ﻋﻠﻰ (ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ...(!ﻭ ﻛﺎﻥ
ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺳﻲﺀ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺯﺟﺎﺟﻪ ﺧﻤﺮ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺿﻴﻘﻪ
ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺎﻧﻪ ...ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻴﺢ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ..ﻛﺮﻳﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ .. ﻭ ﻛﺎﻥ
ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭ ﻻ ﻳﺄﺑﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ٍﻭ ﻓﻤﻪ
ﺧﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ
ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺑﺪﺃ ﺑﺮﺳﻢ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻣﻀﻴﻔﺎً
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻼﻣﺢ ( ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ...(!ﻭ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺑﺪﻣﻌﻪ ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻩ
ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ
ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺪﺧﻦ ﺃﻭ ﻳﺤﺘﺴﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ !
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﻨﻖ :
(ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺯﺭﺗﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖ
ﻃﻔﻼ ﺻﻐﻴﺮﺍ
ﻭ ﺍﺳﺘﻠﻬﻤﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻲ ﺻﻮﺭﻩ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ
ﻣﻨﻲ ﺻﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ..ﻟﻘﺪ ﻏﻴﺮﺗﻨﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺣﺘﻰ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﻘﻴﺾ ﺫﺍﺗﻲ )
ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺣﻨﻔﺎﺀ ﻃﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﻟﻜﻦ
ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻳﻐﻴﺮ ﻭﻳﺸﻮﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻨﺒﺪﻭ ﻛﺎﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ